بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله الذى توحد بجلال ملكوته، وتفرد بجمال جبروته.
له الصفات المختصة بحقه. والآيات الدالة على أنه غير مشبه بخلقه. فسبحانه
من إله أذهل العقول عن الوصول إلى كُنه ذاته الأبدية. وأدهش الخواطر عن الإحاطة
بجليل صفاته السرمدية. وهو المعرف بالربوبية. والموصوف بالألوهية. من ذاق حلاوة
أنسه رأى من لطفه العجائب. وظفر منه بنيل المَآَرِبِ
. ومن أمّل سواه أبعده وأشقاه (أحمده) حمد عبد غرق في بحار نعمته (وأشكره) شكر عبد
أخلص في طاعته فهام في محبته.
(وأشهد)
أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له. المتعالى عن المشاركة والمشاكلة، شهادة أتخلص
بها من النزغات. وأعلو بها إلى أرقى الدرجات (وأشهد) أن سيدنا محمدا عبده ورسوله
الذى بعثه الله بالبيان. فأظهر دينه القويم على سائر الأديان. اللهم صل وسلم وبارك
على سيدنا محمد إمام الأنبياء، وتاج الأصفياء، المبعوث بالأيات الباهرة، والمعجزات
الفاخرة، إنسان عين الوجود، والسبب في كل موجود، وجازه اللهم عنا أفضل ماجازيت به
نبيا عن أمته، وانفعنا اللهم بما انطوت عليه ضمائرنا، من محبته صلى الله عليه وأله
وأصحابه، وأولاده وأزواجه وأحبابه، صلاة وسلاما لايعتريهما إنصرام، دائمين
متلازمين على ممر الدهور والأيام.
(أما
بعد) فيقول راجي عفو رب العالمين، عبده الفقير (محمد أمين) الكردي المنسوب إلى الحضرة
النقشبندية، أيدها الله تعالى وأقام دولتها الجليلة العلية : مما لايخفى على عاقل،
ولا يعزب عن لبيب كامل، أن أجل العباد قدرا وأعظمهم فضلا، وأرفعهم ذكرا أنفع عباد
الله لعباده، وأدعاهم إلى طريق رشاده، وأجل هؤلاء نفعا، وأحسنهم صنعا، دعاة الخلق
ومرشدوهم إلى الله، وهداتهم إلى سبيله والعمل بما فيه رضاه،كيف لا وذلك دأب أشرف
الأنام والسادة المرسلين الكرام، فقد بعثهم الله بذلك وبه أمرهم، وعليه حرضهم
وحثهم، وعليه تبعهم من تبعهم واقتدى بهم من ورثهم من العلماء العاملين، والأولياء
والصالحين. ومن المعلوم أن المحققين من هذه الطائفة قد انقرض أكثرهم ولم يبق في
زماننا منهم إلا أثرهم كما قيل:



























