كيف تستخدم معجم لسان العرب
إعداد: سيف المصطفي
برنامج الدبلوم العالي بجامعة الملك سعود بالرياض
المملكة العربية السعودية
إعداد: سيف المصطفي
برنامج الدبلوم العالي بجامعة الملك سعود بالرياض
المملكة العربية السعودية
Abstraksi:
Dalam khazanah kamus berbahasa arab, ada berbagai macam model cara penyusunan dan penggunaannya, dalam kamus modern cara penggunaannya biasanya dilakukan dengan pencarian huruf dasar atau akar kata lalu diurutkan dari depan yaitu huruf awal, kedua dan ketiga sesuai abjad alphabet, tetapi dalam kamus lisan al-`arab cara penggunaannya berbeda dengan kamus modern, yaitu dengan melakukan pencarian huruf dasar atau akar kata lalu diurutkan dari belakang yaitu melihat huruf akhir dalam akar kata tersebut (masuk di bab) kemudian kembali ke huruf awal (masuk di fasal). Model penyusunan seperti kamus lisan al-`arab ini bisa kita temukan juga di kamus al-Shihah karangan al-Jauhary, kamus Taaj al-`Arus karangan al-Zubaidy dan kamus al-Bughyah karangan al-Suyuthy.
أ- مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد فإن الله سبحانه قد كرَّم الإنسان وفضله بالنطق على سائر الحيوان، وشرَّف هذا اللسان العربيَّ بالبيان على كل لسان، وكفاه شرفا أنه به نزل القرآن، وأنه لغة أهل الجنان. روي عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله أحبوا العرب لثلاث : لأني عربيّ ، والقرآن عربيّ ، وكلام أهل الجنة عربيّ
إن لسان العرب لابن منظورمن كنوز اللغة العربية، وهو موسوعة فيها كثيرون من المعلومات التي تلقي ضوءا على الحضارة الإسلامية، وتوثق كثيرا من النصوص والأخبار. وقال مطلوب ( معجم الملابس في لسان العرب، ص: 26) "أن ابن منظور كان من الرجال القرن الثامن للهجرة أي أنه جاء بعد مرحلة طويلة من تدوين اللغة ووضع المعاجم فاغترف من أمهاتها ووضع معجمه بعد أن طاف فيها واستقر على اتخاذ خمسة منها أصولا"، وبذلك جاء لسان العرب حافلا بكل نافع مفيد، وكان المعجم من ذلك النافع المفيد الذي يعطى صورة واضحة للحياة الإجتماعية والإقتصادية قبل الإسلام وبعده.
في فترة من التاريخ شهد فيها اندحار الصليبيين وخروجهم نهائيا من بلاد الشام ومصر بعد أن عاثوا فيها فسادا وتدميرا على مدى قرنين من الزمن، وشهد كذلك انحسار الغزو المغولي الذي اجتاح دار الخلافة ببغداد سنة 656 ه واجتاح بلاد الشام في موجة عاتية من القتل والتدمير جاءت في إثر ما تركه الصليبيون من حرب ودمار. ولا ريب أن هذه الفترة التي عاشها ابن منظور تكون انعطافا تاريخيا في حياة أمتنا العربية والإسلامية، وقال السيوطي (بغية الوعاة : 1/ 248) إذ يقول ابن منظور "فجمعت هذا الكتاب في زمن، أهله بغير لغته يفخرون، وصنعته كما صنع نوح الفلك وقومه منه يسخرون، وسميته لسان العرب".
وقد أوجز ابن منظور (اللسان: المقدمة : ص 7) منهجه في هذا السّفر العظيم إذ يقول "وأنا مع ذلك لا أدعي دعوى فأقول شافهت أو سمعت أو نقلت أو وضعت أو شددت أو رحلت أو نقلت عن العرب العرباء، أو حملت... بل يحدثنا بما لا يدع مجالا للبس فيقول "فليعتمد من ينقل عن كتابي هذا أنه ينقل عن هذه الأصول الخمسة".
بذلك جاء لسان العرب أوسع معجم في العربية، وأشمل سفر ضم من أسفار العرب وأمثالها وأقوالها ووقائعها وقبائلها وغير ذلك، ما يعسر أن نجده في كتاب آخر. فاستطاع ابن منظور أن يضع معجما شاملا للألفاظ ومعانيها، يستوعب فيه ما تفرضه حاجة المعرفة الإنسانية حتى القرن الثامن الهجري، إذ توفي رحمه الله تعالى 711 ه وما يزال هذا السفر العظيم المرجع اللغوي الأول للباحثين حتى أيامنا هذه.
ب- تعريف عن المعجم
قال ابن جني (سر صناعة الإعراب، ص: 40) "أصل مادة معجم من (ع ج م ) ووقعت (عجم) في كلام العرب لتدل عى الإبهام والإخفاء وضد البيان والافصاح. فالعجمة: الحبسة فى اللسان ومن ذلك رجل أعجم وامرأة عجمي إذا كانا لا يفصحان ولا يبينان الكلام".
وقال آل ياسين (الدراسات اللغوية عند العرب، ص 222) "المعجم بالمفهوم الحديث يعني كتابا مرتبا ترتيبا خاصا يضم أكبر عدد من مفردات اللغة مقرونة بالشرح والتفسير. وقد ظهر هذا المصطلح في أواخر القرن الرابع الهجري"، أما ما قبل ذلك فكان يطلق عليه اسم كتاب مثل كتاب العين.
وقد استعمل بعض اللغويين كلمة قاموس على المعجم لتقوم صفة له، وأصل معناها البحر أو المحيط أو أبعد نقطة فيهما. ومثل هذه الصفات للمعجم أصبحت عنوانات عند بعض المؤلفين القدماء، فقد أطلق الصاحب بن عباد على معجمه اسم المحيط وأطلق ابن سيده على معجمه اسم المحكم أو المحيط الأعظم وأطلق الفيروز آبادي (816 ه) على معجمه اسم القاموس المحيط.
ج- أهمية المعجم وفوائده
قال كمال جبري (اللغة العربية للطالب الجامعي، ص: 88) أن من فوائد المعجم اللغوي ما يلي :
1. الكشف عن معاني الألفاظ الغامضة
2. معرفة أصل اللفظ واشتقاقاته
3. ضبط اللفظة ضبطا صحيحا
4. المحافظة على سلامة اللغة
د- نشأة المعجم العربي
قال كمال جبري (اللغة العربية للطالب الجامعي، ص: 88) أن نشأة المعجم العربي تنقسم على ثلاثة مراحل، وهي:
1. المرحلة الأولى: نشط الرواة والعلماء فى القرن الأول والثاني الهجريين في جميع اللغة من أفواه العرب بقصد تدوينها وحفظها من الخطأ. وانبرى بعضهم يضع الكتب في تفسير الغريب دون ترتيب، ومن أهم الأمثلة على ذلك كتاب النوادر في اللغة لأبي زيد الأنصاري، وفيه أورد المؤلف نصوصا شعرية ونثرية تتميز بغريب ألفاظها فشرحها وعلق عليها.
2. المرحلة الثانية: وهي مرحلة تدوين ألفاظ اللغة مرتبة في رسائل متفرقة صغيرة مبنية على حرف من الحروف أو معنى من المعاني، ومثالها: كتاب المطر لأبي زيد الأنصاري وكتاب الجيم لأبي عمر الشيباني وكتاب المثلثات لقطرب وهو في ما يجوز لفظ بعض الحروف بثلاث حركات مثل يوسف، يوسف، يوسف والأربعاء بالباء المثلثة.
3. المرحلة الثالثة: هي مرحلة وضع المعاجم العامة، وأولها معمجم العين للخليل ابن فراهيدي (1750 ه) ويمثل المدرسة الأولى في ترتيب المعاجم، فقد رتب معجمه حسب مخارج الحروف ورأى أن العين هو أعمقها مخرجا فسمى الكتاب باسم هذا الحرف.
ه- لمحة عن معجم لسان العرب
عاش ابن منظور عبد الله محمد بن المكرم بن أبي الحسن بن أحمد الأنصاري الخزرجي الإفريقي في القرن السابع وبداية القرن الثامن الهجري، وُلِدَ ابن منظور في القاهرة وقيل في طرابلس، في شهر المحرم سنة 630 هـ / سنة 1232 م، وتوفّي في مصر سنة 711 هـ / 1313م. كانت حياته حياة جد وعمل موصول ، كان عالمًا في الفقه مما أهَّلَه لتولي منصب القضاء في طرابلس، كما عمل فترة طويلة في ديوان الإنشاء وكان عالما في اللغة ويشهد له بذلك هذا الكتاب الفرد "لسان العرب" وقد جمع فيه بين التهذيب والمحكم والصحاح والجمهرة والنهاية وحاشية الصحاح جوّده ما شاء ورتبه ترتيب الصحاح وهو كبير، وكان من أفضل علماء عصره في المعارف الكونية فهو بحق مفخرة من المفاخر الخالدة في التراث العربي.
قال ابن منظور في مقدمته (اللسان: المقدمة : ص 7) "إني لم أزل مشغوفا بمطالعات كتب اللغات والاطلاع على تصانيفها وعلل تصاريفها ورأيت علماءها بين رجلين : أما من أحسن جمعه فإنه لم يحسن وضعه، وأما من أجاد وضعه فإنه لم يُجد جمعه فلم يُفد حسنُ الجمع مع إساءة الوضع ولا نفعت إجادةُ الوضع مع رداءة الجمع. ولم أجد في كتب اللغة أجمل من تهذيب اللغة لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري، ولا أكمل من المحكم لأبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده الأندلسي رحمهما الله وهما من أمّهات كتب اللغة على التحقيق وما عداهما بالنسبة إليهما ثنيَّات للطريق، غير أن كُلّا منهما مطلب عسر المهلك ومنهل وعر المسلك وكأنَّ واضعه شرع للناس موردا عذبا وجلاهم عنه وارتاد لهم مرعًى مربعًا ومنعهم منه قد أخّر وقدّم وقصد أن يُعرب فأعجم" .
ورأى ابن منظورأن أبا نصر إسماعيل بن حماد الجوهري قد أحسن ترتيب مختصره وشهره بسهولة وضعه شهرة أبي دُلف بين باديه ومحتضره، فخف على الناس أمره فتناولوه وقرب عليهم مأخذه فتداولوه وتناقلوه غير أنه في جو اللغة كالذرّة وفي بحرها كالقطرة، وإن كان في نحرها كالدرّة وهو مع ذلك قد صحّف وحرّف وجزف فيما صرّف فأُتيح له الشيخ أبو محمد بن بري فتتبع ما فيه وأملى عليه أماليه، مخرِّجًا لسقطاته ومؤرِّخًا لغلطاته فاستخر ابن منظور الله سبحانه وتعالى في جمع هذا الكتاب المبارك، الذي لا يُساهَم في سعة فضله ولا يُشارَك، ولم يخرج فيه عما في هذه الأصول، ورتبه ترتيب " الصحاح للجوهري" في الأبواب والفصول، وقصد توشيحه بجليل الأخبار وجميل الآثار مضافا إلى ما فيه من آيات القرآن الكريم والكلام على معجزات الذكر الحكيم ليتحلى بترصيع دررها عقده ويكون على مدار الآيات والأخبار والآثار والأمثال والأشعار حله وعقده.
ورأى ابن منظورأن أبا السعادات المبارك بن محمد بن الأثير الجزري قد جاء في ذلك بالكتاب "النهاية في غريب الحديث والأثر" وجاوز في الجودة حد الغاية غير أنه لم يضع الكلمات في محلها ولا راعى زائد حروفها من أصلها فوضع ابن منظور كُلًّا منها في مكانه وأظهره مع برهانه، فجاء هذا الكتاب بحمد الله واضح المنهج سهل السلوك آمنا بمنة الله من أن يصبح مثل غيره وهو مطروح متروك، عظُم نفعُه بم اشتمل من العلوم عليه وغني بما فيه عن غيره وافتقر غيرُه إليه وجمع من اللغات والشواهد والأدلة ما لم يجمع مثلُه لأن كل واحد من هؤلاء العلماء انفرد برواية رواها وبكلمة سمعها من العرب شفاهًا ولم يأت في كتابه بكل ما في كتاب أخيه، فجمع ابن منظور منها في هذا الكتاب ما تفرّق وقرّن بين ما غرّب منها وبين ما شرّق، فانتظم شمل تلك الأصول كلها في هذا المجموع وصار هذا بمنزلة الأصل وأولئك بمنزلة الفروع، وقال النصار (المعجم العربي، نشأته وتطوره. ص:572) فكان بهذا من أشمل المعاجم للألفاظ ومعانيها.
فقد تنبه ابن منظور إلى الأهمية الكبيرة التي تحتلها المعاجم في بناء الأمة وحفظ لغتها وتراثها، وفي تزويد الفكر باللغة الخصبة الدقيقة المطواعة كي يعبر عن مكنون ذاته، ليرود آفاق البحث عن المعرفة، ولكي يسهم بصورة مبدعة وأصيلة في إغناء المعرفة الإنسانية. واختار ابن منظور منهج لسان العرب على خمسة معاجم، رآها أهم ما وضع في هذا الباب على مدى أربعة قرون تقريبا، وأضاف إليها ما هداه البحث والتنقيب في كتب التراث، فقد أبدى إعجابه "بتهذيب اللغة" لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري (المتوفى سنة 370 ه) فلم يجد في كتب اللغة على حد تعبيره أجمل منه، وكذلك إعجابه "بالصحاح" للجوهري (المتوفى سنة 393 ه) بما له من شأن كبير، ولم يحد أيضا في هذه المعاجم كلها أكمل من " المحكم" لأبي الحسن بن سيده الأندلسي (المتوفى سنة 457 ه)، وعكف على "حواشي الصحاح" لابن بري (المتوفى سنة 582 ه) فدرسها وعلى كتاب "النهاية في غريب الحديث والأثر" لأبي السعادات المبارك بن الأثير الجزري (المتوفى سنة 606 ه) فدرسه وعرف مواطن العيب فيه.
قال الحمزوي في كتابه (المعجم العربي اشكالات ومقاربات، ص 98)، أن اعتبرنا منهج ابن منظور المبدئي في جمع اللغة فإننا نلاحظ أن لسان العرب يمتاز بميزتين هامتين وهما:
1. اعتماد خمسة مراجع دون غيرها. فهذا الاختيار يكون في حد ذاته منهجا علميا طريفا، بقطع النظر عن نتائجه التطبيقية وعن قيمته اللغوية، وإن كان قد سبقه إليه غيره من صاحب المعاجم. ولقد قصر عمله في مادة واعتمد عرب عليها بالرغم من أسماء الرواة الكثيرة الواردة فيها. إن هذا الالتزام يمتاز بالوضوح في المنهج فيما يتعلق بالجمع، ولكنه لا يخلو من خطورة لأنه يربط صحة اللغة وفصاحتها ومحتواها بمصادره الخمسة دون غيرها.
2. اعتبار نفسه ناقلا جماعا لا يعتمد رواية ولا سماعا، بدليل قوله"وأنا مع ذلك لا أدعي دعوى فأقول شافهت أو سمعت أو نقلت أو وضعت أو شددت أو رحلت أو نقلت عن العرب العرباء، أو حملت... ".
وبالنسبة عدد المواد وعدد المشتقات وعدد الكلمات كما قال المفتي العام google (http://lexicons.sakhr.com/) أن الإحصاء بعض المعاجم العربية كما يلي:
المعاجم المؤلف متوسط المواد للحرف عدد المواد عدد المشتقات عدد الكلمات
لسان العرب ابن منظور 335 9393 158.149 4.493.934
الوسيط مجمع اللغة العربية بمصر 250 7000 30.000 450.000
القاموس المحيط الفيروز آبادي 390 11.000 70.000 733.000
المحيط أديب الجمى- شحادة الخوري 1429 40.000 40.000 810.000
محيط المحيط بطرس البستاني 400 11.200 84.965 1.300.000
نجعة الرائد إبراهيم بن ناصف __ 142 5.629 119.176
الغنى عبد الغنى أبو العزم 1.071 30.000 195.000 2.000.000
تاج العروس مرتضى الزبيدي __ 11.645 __ 3.948.160
و- طريقة الكشف عن المعاني في معجم لسان العرب
قال المفتي العام google (http://lexicons.sakhr.com/) "لما كانت المعاجم تختلف من حيث تعريف مداخلها ومشتقاتها أو تنكيرها، فمنها ما يعرِّف مداخله ومشتقاته كالمحيط ومحيط المحيط والوسيط بصفة دائمة، والقاموس المحيط ولسان العرب غالبا. ومنها ما ينكِّر مداخله ومشتقاته دائما كالغني، لذلك فإذا أردت الاستفادة الكاملة من البحث، فعليك إدخال الكلمة نكرة أو معرفة حسب المنهج الذي يسير عليه المعجم الذي اخترته. وتحقيقا لأقصى درجات المرونة في تطويع الأنواع المختلفة للبحث لتلبية مطالب الحد الأقصى من نتائج البحث يقوم البرنامج بالخطوات الآتية: أولا البحث عن الكلمة على مستوى البحث المطابق أي كما هي، فإن لم يحصل البرنامج على نتيجة يستأنف البحث عنها تلقائيا على مستوى البحث عن الساق أي الكلمة المجردة من السوابق واللواحق، فإن لم يحصل على نتيجة أيضا يستأنف البحث عنها على مستوى البحث عن المشتقات أي مجموعة الكلمات التي تشترك معها في علاقات صرفية أو دلالية".
تختلف المعاجم في طرق ترتيبها باختلاف المدرسة أو المنهج الذي يتبعه المعجم، ومع ذلك فإن هناك خطوة مشتركة للكشف عن المعاني وتلك هي الوصول إلى المجرد (أصل الكلمة) وللوصول إلى أصل الكلمة نسقط الحروف الزائدة إن وجدت، ونعيد المحذوف إن كان هناك حرف محذوف ثم ندقق النظر في حروف العلة إن وجدت لنحدد أصلها وذلك بأخذ المضارع والمصدر للكلمة فإن انقلبت إلى واو فذلك أصلها، مثال (قال) مضارعها (يقول) ومصدرها (قول) فأصل الكلمة إذن ق و ل. ومثال آخر ( باع) مضارعها (يبيع) مصدرعا (بيع) فأصل الكلمة إذن ب ي ع.
أما تحديد الزوائد فالطريقة المثلى هي أن نزن الكلمة ثم نبقى ما يقابل الأصل وهو (فعل) ومثال ذلك كلمة استعجم وزنها استفعل ونلاحظ هنا أن (است) زائدة عن الأصل فنسقطها لتصل إلى الأصل وهو عجم، ومثال آخر (التقم) وزنها افتعل فالهمزة والتاء زائدتان، فنسقطهما من الكلمة لنصل إلى جذر ل ق م.
ويقوم لسان العرب لابن منظور على تجريد الكلمة ثم البحث في الحرف الأخير (الباب) ثم نعود إلى الحرف الأول (الفصل) ، فعلى سبيل المثال إذا أردنا أن نستخرج كلمة "الثندؤة" نردها إلى أصلها " ثدأ " ثم ننظر في باب الهمزة فصل الثاء فتقرأ معناها الثندوة للرجل بمنزلة الثدي للمرأة، وقال الأصمعي هي مغرز الثدي، وقال ابن السكيت: هي اللحم الذي حول الثدي، إذا ضممت أولها همزت فتكون ثندؤة فإذا فتحت لم تهمز، فتكون ثندوة مثل ترقوة.
من المدارس المهمة ما يسمى مدرسة القافية، وأول من ابتدع هذا الترتيب الذي يقوم على أواخر الكلمات المجردة هو الجوهري في صحاحه (400 ه)، ومن هذه المدرسة لسان العرب لابن منظور وتاج العروس للزبيدي وتبعه السيوطي في بغية الوعاة .
ومن أشهر المدارس الحديثة ما يسمى بمدرسة أساس البلاغة للزمخشري تقوم على تجريد المزيد ثم النظر في الحرف الأول فالثاني فالثالث، فللرجوع إلى الكلمة السابقة "الثندؤة" ننظر في ث د أ. ومن أشهر المعاجم الحديثة التي اتبعت هذه النظام مثل المعجم الوسيط الذي ألف مجمع اللغة العربية بمصر والمنجد الذي ألف مألوف.
والآن على سبيل المثال، كيف نستخرج الكلمات التالية من المعجم الوسيط ثم من لسان العرب، ونرتّبها حسب ترتيبها من المعجم الوسيط ثم من لسان العرب؟
نستخرج الكلمات التالية ونرتبها حسب ترتيب في المعجم الوسيط
الرقم الكلمات أصل الكلمة/
جذرها مراعيا الحرف الأول فالثاني فالثالث الترتيب حسب المعجم الوسيط
1 هداية ﻫ د ي ص د م اصطدام
2 اصطدام ص د م ع و ن استعان
3 استعان ع و ن ك ت ب مكتبة
4 مكتبة ك ت ب ﻫ د أ هدوء
5 هدوء ﻫ د أ ﻫ د ي هداية
نستخرج الكلمات التالية ونرتبها حسب ترتيب في المعجم لسان العرب
الرقم الكلمات أصل الكلمة/
جذرها البحث في الحرف الأخير والعودة إلى الحرف الأول الترتيب حسب لسان العرب
1 هداية ﻫ د ي انظرفي باب الياء فصل الهاء هدوء
2 اصطدام ص د م انظرفي باب الميم فصل الصاد مكتبة
3 استعان ع و ن انظرفي باب النون فصل العين اصطدام
4 مكتبة ك ت ب انظرفي باب الباء فصل الكاف استعان
5 هدوء ﻫ د أ انظرفي باب الألف فصل الهاء هداية
ز- اختتام
رتّب ابن منظور مادة لسان العرب كما رتّب الجوهري صحاحَه، وهو يقوم على تجريد الكلمة ثم البحث في الحرف الأخير (الباب) ثم نعود إلى الحرف الأول (الفصل).
و وضع ابن منظور مادة لسان العرب من خمسة مراجع:
1. تهذيب اللغة لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري
2. الصحاح للجوهري
3. المحكم لأبي الحسن بن سيده الأندلسي
4. حواشي الصحاح لابن بري
5. النهاية في غريب الحديث والأثر لأبي السعادات المبارك بن الأثير الجزري
المراجع العربية:
1. ابن منظور، لسان العرب، 1955. طبعة دار صادر بيروت، لبنان
2. أحمد مطلوب، معجم الملابس في لسان العرب, 1995. مكتبة لبنان ناشرون بيروت، لبنان
3. جلال الدين السيوطي، بغية الوعاة، 1326 ه. القاهرة
4. حسين النصار، المعجم العربي، نشأته وتطوره، 1968. دار مصر للطباعة, المجلد الثاني، القاهرة
5. كمال جبري وآخرون، اللغة العربية للطالب الجامعي، 1995. كلية الآداب جامعة العلوم التطبيقية عمّان، الأردن
6. محمد رشاد الحمزوي, المعجم العربي اشكالات ومقاربات، 1991. بيت الحكمة, تونس
7. محمد حسين آل ياسين، الدراسات اللغوية عند العرب.
المرجع الأجنبي:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد فإن الله سبحانه قد كرَّم الإنسان وفضله بالنطق على سائر الحيوان، وشرَّف هذا اللسان العربيَّ بالبيان على كل لسان، وكفاه شرفا أنه به نزل القرآن، وأنه لغة أهل الجنان. روي عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله أحبوا العرب لثلاث : لأني عربيّ ، والقرآن عربيّ ، وكلام أهل الجنة عربيّ
إن لسان العرب لابن منظورمن كنوز اللغة العربية، وهو موسوعة فيها كثيرون من المعلومات التي تلقي ضوءا على الحضارة الإسلامية، وتوثق كثيرا من النصوص والأخبار. وقال مطلوب ( معجم الملابس في لسان العرب، ص: 26) "أن ابن منظور كان من الرجال القرن الثامن للهجرة أي أنه جاء بعد مرحلة طويلة من تدوين اللغة ووضع المعاجم فاغترف من أمهاتها ووضع معجمه بعد أن طاف فيها واستقر على اتخاذ خمسة منها أصولا"، وبذلك جاء لسان العرب حافلا بكل نافع مفيد، وكان المعجم من ذلك النافع المفيد الذي يعطى صورة واضحة للحياة الإجتماعية والإقتصادية قبل الإسلام وبعده.
في فترة من التاريخ شهد فيها اندحار الصليبيين وخروجهم نهائيا من بلاد الشام ومصر بعد أن عاثوا فيها فسادا وتدميرا على مدى قرنين من الزمن، وشهد كذلك انحسار الغزو المغولي الذي اجتاح دار الخلافة ببغداد سنة 656 ه واجتاح بلاد الشام في موجة عاتية من القتل والتدمير جاءت في إثر ما تركه الصليبيون من حرب ودمار. ولا ريب أن هذه الفترة التي عاشها ابن منظور تكون انعطافا تاريخيا في حياة أمتنا العربية والإسلامية، وقال السيوطي (بغية الوعاة : 1/ 248) إذ يقول ابن منظور "فجمعت هذا الكتاب في زمن، أهله بغير لغته يفخرون، وصنعته كما صنع نوح الفلك وقومه منه يسخرون، وسميته لسان العرب".
وقد أوجز ابن منظور (اللسان: المقدمة : ص 7) منهجه في هذا السّفر العظيم إذ يقول "وأنا مع ذلك لا أدعي دعوى فأقول شافهت أو سمعت أو نقلت أو وضعت أو شددت أو رحلت أو نقلت عن العرب العرباء، أو حملت... بل يحدثنا بما لا يدع مجالا للبس فيقول "فليعتمد من ينقل عن كتابي هذا أنه ينقل عن هذه الأصول الخمسة".
بذلك جاء لسان العرب أوسع معجم في العربية، وأشمل سفر ضم من أسفار العرب وأمثالها وأقوالها ووقائعها وقبائلها وغير ذلك، ما يعسر أن نجده في كتاب آخر. فاستطاع ابن منظور أن يضع معجما شاملا للألفاظ ومعانيها، يستوعب فيه ما تفرضه حاجة المعرفة الإنسانية حتى القرن الثامن الهجري، إذ توفي رحمه الله تعالى 711 ه وما يزال هذا السفر العظيم المرجع اللغوي الأول للباحثين حتى أيامنا هذه.
ب- تعريف عن المعجم
قال ابن جني (سر صناعة الإعراب، ص: 40) "أصل مادة معجم من (ع ج م ) ووقعت (عجم) في كلام العرب لتدل عى الإبهام والإخفاء وضد البيان والافصاح. فالعجمة: الحبسة فى اللسان ومن ذلك رجل أعجم وامرأة عجمي إذا كانا لا يفصحان ولا يبينان الكلام".
وقال آل ياسين (الدراسات اللغوية عند العرب، ص 222) "المعجم بالمفهوم الحديث يعني كتابا مرتبا ترتيبا خاصا يضم أكبر عدد من مفردات اللغة مقرونة بالشرح والتفسير. وقد ظهر هذا المصطلح في أواخر القرن الرابع الهجري"، أما ما قبل ذلك فكان يطلق عليه اسم كتاب مثل كتاب العين.
وقد استعمل بعض اللغويين كلمة قاموس على المعجم لتقوم صفة له، وأصل معناها البحر أو المحيط أو أبعد نقطة فيهما. ومثل هذه الصفات للمعجم أصبحت عنوانات عند بعض المؤلفين القدماء، فقد أطلق الصاحب بن عباد على معجمه اسم المحيط وأطلق ابن سيده على معجمه اسم المحكم أو المحيط الأعظم وأطلق الفيروز آبادي (816 ه) على معجمه اسم القاموس المحيط.
ج- أهمية المعجم وفوائده
قال كمال جبري (اللغة العربية للطالب الجامعي، ص: 88) أن من فوائد المعجم اللغوي ما يلي :
1. الكشف عن معاني الألفاظ الغامضة
2. معرفة أصل اللفظ واشتقاقاته
3. ضبط اللفظة ضبطا صحيحا
4. المحافظة على سلامة اللغة
د- نشأة المعجم العربي
قال كمال جبري (اللغة العربية للطالب الجامعي، ص: 88) أن نشأة المعجم العربي تنقسم على ثلاثة مراحل، وهي:
1. المرحلة الأولى: نشط الرواة والعلماء فى القرن الأول والثاني الهجريين في جميع اللغة من أفواه العرب بقصد تدوينها وحفظها من الخطأ. وانبرى بعضهم يضع الكتب في تفسير الغريب دون ترتيب، ومن أهم الأمثلة على ذلك كتاب النوادر في اللغة لأبي زيد الأنصاري، وفيه أورد المؤلف نصوصا شعرية ونثرية تتميز بغريب ألفاظها فشرحها وعلق عليها.
2. المرحلة الثانية: وهي مرحلة تدوين ألفاظ اللغة مرتبة في رسائل متفرقة صغيرة مبنية على حرف من الحروف أو معنى من المعاني، ومثالها: كتاب المطر لأبي زيد الأنصاري وكتاب الجيم لأبي عمر الشيباني وكتاب المثلثات لقطرب وهو في ما يجوز لفظ بعض الحروف بثلاث حركات مثل يوسف، يوسف، يوسف والأربعاء بالباء المثلثة.
3. المرحلة الثالثة: هي مرحلة وضع المعاجم العامة، وأولها معمجم العين للخليل ابن فراهيدي (1750 ه) ويمثل المدرسة الأولى في ترتيب المعاجم، فقد رتب معجمه حسب مخارج الحروف ورأى أن العين هو أعمقها مخرجا فسمى الكتاب باسم هذا الحرف.
ه- لمحة عن معجم لسان العرب
عاش ابن منظور عبد الله محمد بن المكرم بن أبي الحسن بن أحمد الأنصاري الخزرجي الإفريقي في القرن السابع وبداية القرن الثامن الهجري، وُلِدَ ابن منظور في القاهرة وقيل في طرابلس، في شهر المحرم سنة 630 هـ / سنة 1232 م، وتوفّي في مصر سنة 711 هـ / 1313م. كانت حياته حياة جد وعمل موصول ، كان عالمًا في الفقه مما أهَّلَه لتولي منصب القضاء في طرابلس، كما عمل فترة طويلة في ديوان الإنشاء وكان عالما في اللغة ويشهد له بذلك هذا الكتاب الفرد "لسان العرب" وقد جمع فيه بين التهذيب والمحكم والصحاح والجمهرة والنهاية وحاشية الصحاح جوّده ما شاء ورتبه ترتيب الصحاح وهو كبير، وكان من أفضل علماء عصره في المعارف الكونية فهو بحق مفخرة من المفاخر الخالدة في التراث العربي.
قال ابن منظور في مقدمته (اللسان: المقدمة : ص 7) "إني لم أزل مشغوفا بمطالعات كتب اللغات والاطلاع على تصانيفها وعلل تصاريفها ورأيت علماءها بين رجلين : أما من أحسن جمعه فإنه لم يحسن وضعه، وأما من أجاد وضعه فإنه لم يُجد جمعه فلم يُفد حسنُ الجمع مع إساءة الوضع ولا نفعت إجادةُ الوضع مع رداءة الجمع. ولم أجد في كتب اللغة أجمل من تهذيب اللغة لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري، ولا أكمل من المحكم لأبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده الأندلسي رحمهما الله وهما من أمّهات كتب اللغة على التحقيق وما عداهما بالنسبة إليهما ثنيَّات للطريق، غير أن كُلّا منهما مطلب عسر المهلك ومنهل وعر المسلك وكأنَّ واضعه شرع للناس موردا عذبا وجلاهم عنه وارتاد لهم مرعًى مربعًا ومنعهم منه قد أخّر وقدّم وقصد أن يُعرب فأعجم" .
ورأى ابن منظورأن أبا نصر إسماعيل بن حماد الجوهري قد أحسن ترتيب مختصره وشهره بسهولة وضعه شهرة أبي دُلف بين باديه ومحتضره، فخف على الناس أمره فتناولوه وقرب عليهم مأخذه فتداولوه وتناقلوه غير أنه في جو اللغة كالذرّة وفي بحرها كالقطرة، وإن كان في نحرها كالدرّة وهو مع ذلك قد صحّف وحرّف وجزف فيما صرّف فأُتيح له الشيخ أبو محمد بن بري فتتبع ما فيه وأملى عليه أماليه، مخرِّجًا لسقطاته ومؤرِّخًا لغلطاته فاستخر ابن منظور الله سبحانه وتعالى في جمع هذا الكتاب المبارك، الذي لا يُساهَم في سعة فضله ولا يُشارَك، ولم يخرج فيه عما في هذه الأصول، ورتبه ترتيب " الصحاح للجوهري" في الأبواب والفصول، وقصد توشيحه بجليل الأخبار وجميل الآثار مضافا إلى ما فيه من آيات القرآن الكريم والكلام على معجزات الذكر الحكيم ليتحلى بترصيع دررها عقده ويكون على مدار الآيات والأخبار والآثار والأمثال والأشعار حله وعقده.
ورأى ابن منظورأن أبا السعادات المبارك بن محمد بن الأثير الجزري قد جاء في ذلك بالكتاب "النهاية في غريب الحديث والأثر" وجاوز في الجودة حد الغاية غير أنه لم يضع الكلمات في محلها ولا راعى زائد حروفها من أصلها فوضع ابن منظور كُلًّا منها في مكانه وأظهره مع برهانه، فجاء هذا الكتاب بحمد الله واضح المنهج سهل السلوك آمنا بمنة الله من أن يصبح مثل غيره وهو مطروح متروك، عظُم نفعُه بم اشتمل من العلوم عليه وغني بما فيه عن غيره وافتقر غيرُه إليه وجمع من اللغات والشواهد والأدلة ما لم يجمع مثلُه لأن كل واحد من هؤلاء العلماء انفرد برواية رواها وبكلمة سمعها من العرب شفاهًا ولم يأت في كتابه بكل ما في كتاب أخيه، فجمع ابن منظور منها في هذا الكتاب ما تفرّق وقرّن بين ما غرّب منها وبين ما شرّق، فانتظم شمل تلك الأصول كلها في هذا المجموع وصار هذا بمنزلة الأصل وأولئك بمنزلة الفروع، وقال النصار (المعجم العربي، نشأته وتطوره. ص:572) فكان بهذا من أشمل المعاجم للألفاظ ومعانيها.
فقد تنبه ابن منظور إلى الأهمية الكبيرة التي تحتلها المعاجم في بناء الأمة وحفظ لغتها وتراثها، وفي تزويد الفكر باللغة الخصبة الدقيقة المطواعة كي يعبر عن مكنون ذاته، ليرود آفاق البحث عن المعرفة، ولكي يسهم بصورة مبدعة وأصيلة في إغناء المعرفة الإنسانية. واختار ابن منظور منهج لسان العرب على خمسة معاجم، رآها أهم ما وضع في هذا الباب على مدى أربعة قرون تقريبا، وأضاف إليها ما هداه البحث والتنقيب في كتب التراث، فقد أبدى إعجابه "بتهذيب اللغة" لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري (المتوفى سنة 370 ه) فلم يجد في كتب اللغة على حد تعبيره أجمل منه، وكذلك إعجابه "بالصحاح" للجوهري (المتوفى سنة 393 ه) بما له من شأن كبير، ولم يحد أيضا في هذه المعاجم كلها أكمل من " المحكم" لأبي الحسن بن سيده الأندلسي (المتوفى سنة 457 ه)، وعكف على "حواشي الصحاح" لابن بري (المتوفى سنة 582 ه) فدرسها وعلى كتاب "النهاية في غريب الحديث والأثر" لأبي السعادات المبارك بن الأثير الجزري (المتوفى سنة 606 ه) فدرسه وعرف مواطن العيب فيه.
قال الحمزوي في كتابه (المعجم العربي اشكالات ومقاربات، ص 98)، أن اعتبرنا منهج ابن منظور المبدئي في جمع اللغة فإننا نلاحظ أن لسان العرب يمتاز بميزتين هامتين وهما:
1. اعتماد خمسة مراجع دون غيرها. فهذا الاختيار يكون في حد ذاته منهجا علميا طريفا، بقطع النظر عن نتائجه التطبيقية وعن قيمته اللغوية، وإن كان قد سبقه إليه غيره من صاحب المعاجم. ولقد قصر عمله في مادة واعتمد عرب عليها بالرغم من أسماء الرواة الكثيرة الواردة فيها. إن هذا الالتزام يمتاز بالوضوح في المنهج فيما يتعلق بالجمع، ولكنه لا يخلو من خطورة لأنه يربط صحة اللغة وفصاحتها ومحتواها بمصادره الخمسة دون غيرها.
2. اعتبار نفسه ناقلا جماعا لا يعتمد رواية ولا سماعا، بدليل قوله"وأنا مع ذلك لا أدعي دعوى فأقول شافهت أو سمعت أو نقلت أو وضعت أو شددت أو رحلت أو نقلت عن العرب العرباء، أو حملت... ".
وبالنسبة عدد المواد وعدد المشتقات وعدد الكلمات كما قال المفتي العام google (http://lexicons.sakhr.com/) أن الإحصاء بعض المعاجم العربية كما يلي:
المعاجم المؤلف متوسط المواد للحرف عدد المواد عدد المشتقات عدد الكلمات
لسان العرب ابن منظور 335 9393 158.149 4.493.934
الوسيط مجمع اللغة العربية بمصر 250 7000 30.000 450.000
القاموس المحيط الفيروز آبادي 390 11.000 70.000 733.000
المحيط أديب الجمى- شحادة الخوري 1429 40.000 40.000 810.000
محيط المحيط بطرس البستاني 400 11.200 84.965 1.300.000
نجعة الرائد إبراهيم بن ناصف __ 142 5.629 119.176
الغنى عبد الغنى أبو العزم 1.071 30.000 195.000 2.000.000
تاج العروس مرتضى الزبيدي __ 11.645 __ 3.948.160
و- طريقة الكشف عن المعاني في معجم لسان العرب
قال المفتي العام google (http://lexicons.sakhr.com/) "لما كانت المعاجم تختلف من حيث تعريف مداخلها ومشتقاتها أو تنكيرها، فمنها ما يعرِّف مداخله ومشتقاته كالمحيط ومحيط المحيط والوسيط بصفة دائمة، والقاموس المحيط ولسان العرب غالبا. ومنها ما ينكِّر مداخله ومشتقاته دائما كالغني، لذلك فإذا أردت الاستفادة الكاملة من البحث، فعليك إدخال الكلمة نكرة أو معرفة حسب المنهج الذي يسير عليه المعجم الذي اخترته. وتحقيقا لأقصى درجات المرونة في تطويع الأنواع المختلفة للبحث لتلبية مطالب الحد الأقصى من نتائج البحث يقوم البرنامج بالخطوات الآتية: أولا البحث عن الكلمة على مستوى البحث المطابق أي كما هي، فإن لم يحصل البرنامج على نتيجة يستأنف البحث عنها تلقائيا على مستوى البحث عن الساق أي الكلمة المجردة من السوابق واللواحق، فإن لم يحصل على نتيجة أيضا يستأنف البحث عنها على مستوى البحث عن المشتقات أي مجموعة الكلمات التي تشترك معها في علاقات صرفية أو دلالية".
تختلف المعاجم في طرق ترتيبها باختلاف المدرسة أو المنهج الذي يتبعه المعجم، ومع ذلك فإن هناك خطوة مشتركة للكشف عن المعاني وتلك هي الوصول إلى المجرد (أصل الكلمة) وللوصول إلى أصل الكلمة نسقط الحروف الزائدة إن وجدت، ونعيد المحذوف إن كان هناك حرف محذوف ثم ندقق النظر في حروف العلة إن وجدت لنحدد أصلها وذلك بأخذ المضارع والمصدر للكلمة فإن انقلبت إلى واو فذلك أصلها، مثال (قال) مضارعها (يقول) ومصدرها (قول) فأصل الكلمة إذن ق و ل. ومثال آخر ( باع) مضارعها (يبيع) مصدرعا (بيع) فأصل الكلمة إذن ب ي ع.
أما تحديد الزوائد فالطريقة المثلى هي أن نزن الكلمة ثم نبقى ما يقابل الأصل وهو (فعل) ومثال ذلك كلمة استعجم وزنها استفعل ونلاحظ هنا أن (است) زائدة عن الأصل فنسقطها لتصل إلى الأصل وهو عجم، ومثال آخر (التقم) وزنها افتعل فالهمزة والتاء زائدتان، فنسقطهما من الكلمة لنصل إلى جذر ل ق م.
ويقوم لسان العرب لابن منظور على تجريد الكلمة ثم البحث في الحرف الأخير (الباب) ثم نعود إلى الحرف الأول (الفصل) ، فعلى سبيل المثال إذا أردنا أن نستخرج كلمة "الثندؤة" نردها إلى أصلها " ثدأ " ثم ننظر في باب الهمزة فصل الثاء فتقرأ معناها الثندوة للرجل بمنزلة الثدي للمرأة، وقال الأصمعي هي مغرز الثدي، وقال ابن السكيت: هي اللحم الذي حول الثدي، إذا ضممت أولها همزت فتكون ثندؤة فإذا فتحت لم تهمز، فتكون ثندوة مثل ترقوة.
من المدارس المهمة ما يسمى مدرسة القافية، وأول من ابتدع هذا الترتيب الذي يقوم على أواخر الكلمات المجردة هو الجوهري في صحاحه (400 ه)، ومن هذه المدرسة لسان العرب لابن منظور وتاج العروس للزبيدي وتبعه السيوطي في بغية الوعاة .
ومن أشهر المدارس الحديثة ما يسمى بمدرسة أساس البلاغة للزمخشري تقوم على تجريد المزيد ثم النظر في الحرف الأول فالثاني فالثالث، فللرجوع إلى الكلمة السابقة "الثندؤة" ننظر في ث د أ. ومن أشهر المعاجم الحديثة التي اتبعت هذه النظام مثل المعجم الوسيط الذي ألف مجمع اللغة العربية بمصر والمنجد الذي ألف مألوف.
والآن على سبيل المثال، كيف نستخرج الكلمات التالية من المعجم الوسيط ثم من لسان العرب، ونرتّبها حسب ترتيبها من المعجم الوسيط ثم من لسان العرب؟
نستخرج الكلمات التالية ونرتبها حسب ترتيب في المعجم الوسيط
الرقم الكلمات أصل الكلمة/
جذرها مراعيا الحرف الأول فالثاني فالثالث الترتيب حسب المعجم الوسيط
1 هداية ﻫ د ي ص د م اصطدام
2 اصطدام ص د م ع و ن استعان
3 استعان ع و ن ك ت ب مكتبة
4 مكتبة ك ت ب ﻫ د أ هدوء
5 هدوء ﻫ د أ ﻫ د ي هداية
نستخرج الكلمات التالية ونرتبها حسب ترتيب في المعجم لسان العرب
الرقم الكلمات أصل الكلمة/
جذرها البحث في الحرف الأخير والعودة إلى الحرف الأول الترتيب حسب لسان العرب
1 هداية ﻫ د ي انظرفي باب الياء فصل الهاء هدوء
2 اصطدام ص د م انظرفي باب الميم فصل الصاد مكتبة
3 استعان ع و ن انظرفي باب النون فصل العين اصطدام
4 مكتبة ك ت ب انظرفي باب الباء فصل الكاف استعان
5 هدوء ﻫ د أ انظرفي باب الألف فصل الهاء هداية
ز- اختتام
رتّب ابن منظور مادة لسان العرب كما رتّب الجوهري صحاحَه، وهو يقوم على تجريد الكلمة ثم البحث في الحرف الأخير (الباب) ثم نعود إلى الحرف الأول (الفصل).
و وضع ابن منظور مادة لسان العرب من خمسة مراجع:
1. تهذيب اللغة لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري
2. الصحاح للجوهري
3. المحكم لأبي الحسن بن سيده الأندلسي
4. حواشي الصحاح لابن بري
5. النهاية في غريب الحديث والأثر لأبي السعادات المبارك بن الأثير الجزري
المراجع العربية:
1. ابن منظور، لسان العرب، 1955. طبعة دار صادر بيروت، لبنان
2. أحمد مطلوب، معجم الملابس في لسان العرب, 1995. مكتبة لبنان ناشرون بيروت، لبنان
3. جلال الدين السيوطي، بغية الوعاة، 1326 ه. القاهرة
4. حسين النصار، المعجم العربي، نشأته وتطوره، 1968. دار مصر للطباعة, المجلد الثاني، القاهرة
5. كمال جبري وآخرون، اللغة العربية للطالب الجامعي، 1995. كلية الآداب جامعة العلوم التطبيقية عمّان، الأردن
6. محمد رشاد الحمزوي, المعجم العربي اشكالات ومقاربات، 1991. بيت الحكمة, تونس
7. محمد حسين آل ياسين، الدراسات اللغوية عند العرب.
المرجع الأجنبي:
http://lexicons.sakhr.com/
Tidak ada komentar:
Posting Komentar